• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    فضل العلم ومنزلة العلماء (خطبة)
    خميس النقيب
  •  
    البرهان على تعلم عيسى عليه السلام القرآن والسنة ...
    د. محمد بن علي بن جميل المطري
  •  
    الدرس السادس عشر: الخشوع في الصلاة (3)
    عفان بن الشيخ صديق السرگتي
  •  
    القرض الحسن كصدقة بمثل القرض كل يوم
    د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني
  •  
    الليلة التاسعة والعشرون: النعيم الدائم (2)
    عبدالعزيز بن عبدالله الضبيعي
  •  
    حكم مشاركة المسلم في جيش الاحتلال
    أ. د. حلمي عبدالحكيم الفقي
  •  
    غض البصر (خطبة)
    د. غازي بن طامي بن حماد الحكمي
  •  
    كيف تقي نفسك وأهلك السوء؟ (خطبة)
    الشيخ محمد عبدالتواب سويدان
  •  
    زكاة الودائع المصرفية الحساب الجاري (PDF)
    الشيخ دبيان محمد الدبيان
  •  
    واجب ولي المرأة
    الشيخ محمد جميل زينو
  •  
    وقفات مع القدوم إلى الله (9)
    د. عبدالسلام حمود غالب
  •  
    علامات الساعة (1)
    تركي بن إبراهيم الخنيزان
  •  
    تفسير: (يعملون له ما يشاء من محاريب وتماثيل وجفان ...
    تفسير القرآن الكريم
  •  
    تحية الإسلام الخالدة
    الشيخ عبدالله بن جار الله آل جار الله
  •  
    الشباب والإصابات الروحية
    د. عبدالله بن يوسف الأحمد
  •  
    من فضائل الصدقة (خطبة)
    د. محمد بن مجدوع الشهري
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / دراسات شرعية / علوم حديث
علامة باركود

تحقيق فصل "المهدي المنتظر" من "مقدمة ابن خلدون" (1)

تحقيق فصل " المهدي المنتظر " من " مقدمة ابن خلدون " (1)
وائل حافظ خلف

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 16/12/2012 ميلادي - 2/2/1434 هجري

الزيارات: 46481

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

تحقيق فصل "المهدي المنتظر" من "مقدمة ابن خلدون" (1)


هذا التحقيق مقتبس من كتاب "الجوهر المكنون"

(الحلقة الأولى)

تصدير

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله.

 

وبعد:

فهذا تحقيقٌ للفصل الذي ترجمه ابن خلدون في "مقدمته" بقوله: "فصل في أمر الفاطمي وما يذهب إليه الناس في شأنه وكشف الغطاء عن ذلك"، يشملُ، أَيُّهَذا الفاضلُ، تخريجَ أحاديثه[1]، والتذييلَ لنُتَفٍ من فِقَره، والتنبيهَ على جملة من مواضع الغميزة فيه.

 

وكذا اللمعَ لما وقع من تصحيفات وتحريفات خلاله فيما قد سبق من طبعات "المقدمة" جميعها[2].. وأشياءَ أخرى سوف تراها.

 

واللهَ - جل ثناؤه - أسألُ أن يتقبله مني بقبول حسن.

• • • •

 

وبين يدي كلامنا على هذا الفصل يجب ذكر تقدمة تتضمن عدة أمور من الأهمية بمكان:

الأمر الأول: اعلم - رعاك الله - أن كثيرًا من العلماء الفحول الأكابر قد رد على ابن خلدون تضعيفه لأحاديثَ كثيرةٍ ثابتة في شأن المهدي المنتظر، ومنهم مَن عنفه تعنيفًا شديدًا، منكرين عليه طريقته في نقد الأحاديث، وفي استدلاله بقاعدة: (الجرح مقدم على التعديل) على النحو الذي ذكر، وقالوا: إنه لم يحسنها، وإنه قفا ما ليس له به علم، واقتحم قُحَمًا لم يكن من رجالها، وغلبه ما شغله من السياسة وأمور الدولة وخدمة مَن كان يخدم من الملوك والأمراء ... وقالوا: إن مُنْخُله الذي نخل به الأحاديث كان واسع الخروق جدًّا ... نذكر من هؤلاء الأعلام:

1- العلامة الشيخ صديق حسن خان.

2- العلامة محمد شمس الحق العظيم آبادي، صاحب كتاب "عون المعبود شرح سنن أبي داود".

3- العلامة أبو العلا عبد الرحمن المباركفوري، مؤلف كتاب "تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي".

4- الشيخ محمد حبيب الله الشنقيطي.

5- الشيخ محمد بن جعفر الكتاني.

6- العلامة المحدِّث أبو الأشبال أحمد محمد شاكر.

7- الشيخ أحمد بن محمد بن الصديق الغماري.

8- الشيخ حمود بن عبد الله التويجري.

9- الشيخ عبد المحسن العباد.

10- العلامة المحدث محمد ناصر الدين الألباني.

 

الثاني: أن ابن خلدون - رحمه الله - لم يضعف جميع الأحاديث التي أوردها، بل سلَّم بصحة بعضها، فمَن زعم أن ابن خلدون أنكر أمر المهدي، وضعف الأحاديث الواردة في شأنه جملة؛ فقد تقول عليه ما لم يقل.

 

الثالث: أن ابن خلدون - رحمه الله - لم يستوعب أحاديث المهدي؛ فقد غَبِيَ عليه منها عددٌ غير قليل.

 

الرابع: اعلم - علمني الله وإياك - أن أحاديث المهدي متواترة، وقد جزم بذلك جمعٌ من جهابذة أهل العلم النقاد أولى البصر بالأخبار، منهم:

1- الحافظ أبو الحسن محمد بن الحسين الآبُرِّيُّ السِّجِسْتَانِيُّ، المتوفى سنة ثلاث وستين وثلاث مئة (363) - رحمه الله -، فقد قال في كتابه "مناقب الشافعي": (( وقد تواترت الأخبار عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بذكر المهدي، وأنه من أهل بيته، وأنه يملك سبع سنين، وأنه يملأ الأرض عدلاً، وأن عيسى عليه السلام يخرج فيساعده على قتل الدجال، وأنه يؤم هذه الأمة، ويصلي عيسى خلفه ... في طول من قصته وأمره )) انتهى. وقد نقل كلامَه هذا عددٌ من الأئمة والعلماء، وارتضوه، ومنهم:

2- الإمام القرطبي في كتابه "التذكرة بأحوال الموتى وأمور الآخرة".

 

3- الإمام أبو الحجاج المِزِّي في كتابه "تهذيب الكمال".

 

4- الإمام ابن قيم الجوزية في كتابه "المنار المُنيف".

 

5- الحافظ الكبير ابن حجر العسقلاني في كتابه "فتح الباري بشرح صحيح البخاري"، وفي "تهذيب التهذيب" أيضًا.

 

6- الحافظ السخاوي في كتابه "فتح المغيث بشرح ألفية الحديث".

 

7- الحافظ السيوطي في آخر كتابه "العرف الوردي في أخبار المهدي".

 

8- الفقيه ابن حجر الهيتمي المكي في كتابه "الصواعق المحرقة"، وأيضًا في كتابه "القول المختصر في علامات المهدي المنتظر"، إلا أنه لم يصرح في هذا الكتاب الأخير باسمه، بل قال: ((قال بعض الأئمة)).

 

9- العلامة الملا علي القاري في كتابه "رسالة المهدي من آل الرسول".

 

10- العلامة الفقيه مرعي بن يوسف الحنبلي في كتابه "فوائد الفكر في ظهور المهدي المنتظر"، وقد ذكره العلامة صديق حسن خان في "الإذاعة لما كان وما يكون بين يدي الساعة".

 

11- الشيخ محمد البرزنجي في كتابه "الإشاعة في أشراط الساعة".

 

12- العلامة الزرقاني في "شرح المواهب".

 

وزيادة على هؤلاء الذين اكتفوا بذكر كلام الآبري واستشهدوا به، هناك علماء آخرون قد نصوا على تواتر الأحاديث الواردة في المهدي، ومنهم:

13- الشيخ البرزنجي في كتابه "الإشاعة في أشراط الساعة".

 

14-الشيخ محمد السفاريني في كتابه "لوائح الأنوار البهية".

 

15- الإمام المجتهد محمد بن عليٍّ الشوكاني في كتابه "التوضيح في تواتر ما جاء في المهدي المنتظر والدجال والمسيح".

 

16- العلامة الشهير صديق حسن خان القنوجي البخاري في كتابه "الإذاعة لما كان ويكون بين يدي الساعة".

 

17- الشيخ محمد بن جعفر الكتاني في كتابه "نظم المتناثر من الحديث المتواتر".

 

انظر رسالة "الأحاديث الواردة في المهدي في ميزان الجرح والتعديل"، وقد كانت مقدمة لنيل درجة الماجستير في كلية الشريعة والدراسات الإسلامية بجامعة الملك عبد العزيز بمكةَ المكرمة، إعداد: المجتهد الفاضل عبد العليم عبد العظيم، إشراف: فضيلة الأستاذ الدكتور الشيخ محمد محمد أبو شهبة، سنة (1397-1398هـ) (= 1977-1978م)، (ص30-35)، وقد نقلت ما سلف عليك منها.

 

وأوصيك أيها الباحث الكريم، أن تظفر بها، فإنها جديرة بالدرس، كافية لمن أراد الحق في هذا الباب.

 

الخامس: قال فضيلة الشيخ العلامة المحدِّث أبو الأشبال أحمد محمد شاكر - رحمه الله - في "شرح مسند الإمام أحمد" تحت الحديث رَقْم (3571):

((نصيحة للقارئ: هذا الفصل من "مقدمة ابن خلدون" مملوءٌ بالأغلاط الكثيرة في أسماء الرجال ونقل العلل؛ فلا يعتمدن أحدٌ عليها في النقل.

 

وما أظن أن ابن خلدون كان بالمنزلة التي يغلط فيها هذه الأغلاط! ولكنها - فيما أرى - من تخليط الناسخين وإهمال المصححين.

 

وأنا لا أزال أعجب كيف فاتت على العلامة الشيخ نصر الهوريني - رحمه الله -، وهو الذي صحح هذه الطبعة من "المقدمة" في مطبعة بولاق؟!!)) انتهى.

 

وأقول: قد صححنا الأغلاط التي وقعت في هذا الفصل، فليرفع عنه حظر النقل. والحمد لله أولاً وآخرًا، وظاهرًا وباطنًا.

 

وهذا وقت الشروع فيما إليه قصدنا. فقد قال ابن خلدون - رحمه الله -:

فصل

في أمر الفاطمي

وما يذهب إليه الناس في شأنه وكشف الغطاء عن ذلك

اعلم أن المشهور بين الكافة من أهل الإسلام على ممر الأعصار، أنه لا بد في آخر الزمان من ظهور رجل من أهل البيت يؤيد الدين، ويظهر العدل، ويتبعه المسلمون، ويستولي على الممالك الإسلامية، ويسمى بالمهدي، ويكون خروج الدجال وما بعده من أشراط الساعة الثابتة في "الصحيح" على أثره، وأن عيسى ينزل من بعده فيقتل الدجال، أو ينزل معه فيساعده على قتله، ويأتم بالمهدي في صلاته.

 

ويحتجون في الباب بأحاديثَ خَرَّجَها الأئمةُ، وتكلم فيها المنكرون لذلك، وربما عارضوها ببعض الأخبار.

 

وللمتصوفة المتأخرين في أمر هذا الفاطمي طريقة أخرى، ونوع من الاستدلال، وربما يعتمدون في ذلك على الكشف الذي هو أصل طريقتهم.

 

ونحن الآن نذكر هنا الأحاديث الواردة في هذا الباب، وما للمنكرين فيها من المطاعن، وما لهم في إنكارهم من المستند، ثم نتبعه بذكر كلام المتصوفة وآرائهم؛ ليتبيَّنَ لك الصحيح من ذلك إن شاء الله - تعالى -.

 

فنقول: إن جماعة من الأئمة خرجوا أحاديث المهدي، منهم: الترمذيُّ، وأبو داودَ، والبزارُ، وابنُ ماجة، والحاكمُ، والطَّبرانيُّ، وأبو يَعْلَى المَوْصليُّ، وأسندوها إلى جماعة من الصحابة، مثل: عليٍّ، وابنِ عباس، وابن عُمَرَ، وطلحةَ، وابن مسعود، وأبي هريرة، وأنس، وأبي سعيد الخدريِّ، وأُمِّ حبيبة[3]، وأُمِّ سَلَمَةَ، وثَوْبَان، وقُرَّة بن إياس، وعليٍّ الهلالي[4]، وعبد الله بن الحارث بن جَزْء، بأسانيدَ ربما تعرَّض لها المنكرون كما نذكره الآن؛ لأن المعروف[5] عند أهل الحديث أن الجرح مُقَدَّمٌ على التعديل[6].

 

فإذا وجدنا طعنًا في بعض رجال الإسناد[7] بغفلةٍ، أو سُوء حفظ، [أو قلة ضبط][8]، أو ضعف، أو سوء رأيٍ؛ تطرق ذلك إلى صحة الحديث وأوهن منه.

 

ولا تقولن: إنَّ[9] مثل ذلك ربما يتطرق إلى رجال "الصحيحين"؛ [فإن الإجماع من المحدِّثين على صحة ما فيهما كما ذكره البخاريُّ ومسلمٌ][10]، والإجماع أيضًا قد اتصل في الأمة على تلقيهما بالقبول، والعمل بما فيهما، وفي الإجماع أعظم حماية وأحسن دفع.

 

وليس غير "الصحيحين" بمثابتهما في ذلك، فقد نجد مجالاً للكلام في أسانيدها بما نقل عن أئمة الحديث في ذلك.

 

ولقد توغل أبو بكر بن أبي خيثمة، على ما نقل السهيليُّ[11] عنه في جمعه للأحاديث الواردة في المهديِّ، فقال: ((ومن أغربها إسنادًا ما ذكره أبو بكر الإسكاف في "فوائد الأخبار" مسندًا إلى مالك بن أنس، عن محمد بن المنكدر، عن جابر، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((مَن كذب بالمهدي فقد كفر ومن كذب بالدجال[12] فقد كذب[13])). وقال في طلوع الشمس من مغربها مثلَ ذلك، فيما أحسب)).

 

وحسبك بهذا غلوًّا. والله أعلم بصحة طريقه إلى مالك بن أنس. على أن أبا بكر الإسكاف عندهم مُتَّهَمٌ وَضَّاعٌ.



[1] وقد خرجت الأحاديث تخريجًا مختصرًا من رأس القلم، وبسطه في الأصل: "نزهة العيون".

[2] تم الاعتماد على أربع نسخ:

• اثنتان رئيستان: نسخة الشيخ الهوريني - رحمه الله - وسيرمز لها بالحرف (ش)، والنسخة الباريسية بتحقيق إتين مارك كاترمير "Etienne-marc Quatremère"، ويرمز لها بالحرف (ف)، وقد نشرتا في سنة واحدة (1858م). وقد اعتمد الأول في إخراج نسخته على نسختين خطيتين، والثاني على أربع.

• والأخريان من الفروع: نسخة الدكتور وافي، وقد تمت المقابلة على الطبعة الأخيرة منها التي نشرتها مكتبة الأسرة (2006م)، ويرمز لها بالحرف (ع). ونسخة دار الفكر ببيروت، ويرمز لها بالحرف (ك). وإذا أنا قلت في التعليق: ((الثلاثة))، فإنما أعني النسخ المذكورة عدا الباريسية.

[3] سقط حديثها - رضي الله عنها - من النسخ المطبوعة جميعها، وتفردت نسخة باريس بإثباته، وعنها نقلنا، كما ستراه في موضعه.

[4] لم يسق المصنفُ لفظَ حديثه، وهو مكذوبٌ. أخرجه الطبرانيُّ في "المعجم الكبير" (ج3/رقم2675)، وفي "الأوسط" (ج6/ص327-328) رَقْم (6540)، قال: حدثنا محمد بن رُزَيق بن جامعٍ المصريُّ، ثنا الهيثم بن حبيب، ثنا سفيان بن عُيَيْنَةَ، عن عليِّ بن عليٍّ المكيِّ الهلاليِّ، عن أبيه، به.

قال الطبرانيُّ عَقِيبه: ((لم يروِ هذا الحديثَ عن عليِّ بن عليٍّ إلا سفيان بن عيينة، تفرَّد به الهيثم بن حبيب)) انتهى.

قال الإمام الذهبيُّ في "ميزان الاعتدال" (7/106): حَدَّثَ ((الهيثمُ بن حبيب عن سفيان بن عيينة بخبرٍ باطلٍ في المهديِّ، هو المتهم به)). وقال في "المغني": جاء ((الهيثم بنُ حبيب عن ابن عُيينة بخبرٍ كَذِبٍ في المهديِّ، هو آفته)). وانظر "مجمع الزوائد" للحافظ الهيثمي (9/165-166).

[5] في النسخ الثلاثة: ((كما نذكره إلا أن المعروف)).

[6] قد قدمنا أن ابن خلدون لم يهضم هذه القاعدة كما ينبغي، وقد فصلنا القول فيها في الأصل "نزهة العيون"، ولا يتسع المقام هنا للبسط. وانظر رسالة "الأحاديث الواردة في المهدي" (594-596).

[7] في "ش" وما إليها: ((رجال الأسانيد)).

[8] ما بين المعقوفتين تفردت النسخة "ف" بإثباته.

[9] سقطت من الثلاثة.

[10] ما بين المعقوفين زيادة من "ف" ليست في الثلاثة.

[11] في "الرَّوْض الأُنُف" (2/431). وإن تعجب فعجب ما قاله محقق هذا الكتاب تعليقًا على قول الإمام السهيليِّ: ((والأحاديث الواردة في أمر المهديِّ كثيرة))، قال: ((استغل هذه الأسطورة (كذا) أعداء الله، فظهر عشرات الدجاجلة يزعم كلٌّ منهم أنه هو المهدى. ولم يخرِّج البخارى ولا مسلم شيئًا عن المهدى. وجميع الأحاديث الواردة فيه لا تخلو من نقد (كذا كذا)، واقرأ فى هذا "مقدمة ابن خلدون" تحت عنوان "فصل فى أمر الفاطمى"))!!.

وكلامه هذا يجري على ألسنة الكثيرين، وهو متهافتٌ، ودونك الرد على سبيل الإجمال:

أما الفقرة الأولى فلا تحتاج إلى نقض؛ إذ إنها ميتةٌ ما بها حَبْض ولا نَبْض؛ فلو أنا رددنا كل حق لأجل مَن تعلق به من أهل الباطل لما سلم لنا شيْءٌ، حتى النبوة، بل ما هو أعظم!. قال العلامةُ شيخُ الأزهر الأسبق محمد الخضر حسين - رحمه الله - بعد أن ذكر نماذجَ لمن اتخذ مسئلةَ المهدي وسيلةً للتوصل إلى غاية مرذولة: ((وإذا أساء الناس فهم حديث نبوي، أو لم يحسنوا تطبيقه على وجهه الصحيح، حتى وقعت من وراء ذلك مفاسد = فلا ينبغي أن يكون ذلك داعيًا إلى الشك في صحة الحديث، أو المبادرة إلى إنكاره؛ فإن النبوة حقيقة واقعة بلا شبهة، وقد ادَّعاها أُناسٌ كذبًا وافتراء، وأضلوا بدعواهم كثيرًا من الناس، مثل ما يفعل طائفة القاديانية اليوم! والإلهية ثابتة بأوضحَ من الشمس في كبد السماء، وقد ادعاها قومٌ لزعمائهم على معنى أن الله - جل شأنه - يحل فيهم، مثل ما يفعل طائفة البهائية في هذا العهد! فليس من الصواب إنكار الحق من أجل ما أُلصق به من الباطل))ا.هـ.

وأما احتجاجه بأن البخاري ومسلمًا لم يخرجا شيئًا عن المهدي فساقط أيضًا؛ فإنه ما قال أحدٌ قطُّ إن البخاري ومسلمًا جمعا كل الصحيح في كتابيهما، بل الثابت عنهما أنهما انتقيا بعضه، وأما ما تركاه من الصحيح فكثيرٌ، وقد صحَّح كُلُّ واحد منهما أحاديثَ سُئِلَ عنها وليست في كتابه، كما ينقل الترمذيُّ في "جامعه" وغيرُه عن البخاريِّ تصحيحَ أحاديثَ ليست في "صحيحه". وانظر: "مقدمة ابن الصلاح في علوم الحديث" (ص21-22) ط/ دار الكتب العلمية، و"تصحيح حديث القلتين والكلام على أسانيده" للحافظ صلاح الدين العلائي (ص31- تحقيق الحويني) ط/ مكتبة التوعية الإسلامية، و"الباعث الحثيث" (ص34) ط/ مكتبة السنة، و"فتح المغيث شرح ألفية الحديث" للعراقي (ص27) ط/ دار الكتب، و"تدريب الراوي" (ص73) ط/ دار الحديث.

ثم إن في "الصحيح" أحاديثَ تشير إلى المهدي وإن لم يكن مصرحًا فيها بهذا اللقب.

ومع ذا فسوف يمر بك في كتابنا هذا دليلٌ يشهد بأن البخاري يذهب إلى تصحيح أحاديث المهديِّ، فارقبه.

وأما ثالثة الأثافي فزعمه أن جميع الأحاديث الواردة في المهدي لا تسلم من نقد! وهو في هذا يستنصر ابنَ خلدون!! والغريب أن كل مَن ينكر أمر المهدي يحيل على هذا الفصل من "المقدمة"! ومَن قرأ "المقدمة" فقد علم أن ابن خلدون صَدَّر الفصل بأن أمر المهدي مشهورٌ بين الكافة من أهل الإسلام على ممر الأعصار، وأن جماعة من الأئمة خرجوا أحاديثه في دواوينهم، وأن ابن خلدون نفسه قد صحح بعض أحاديث المهدي، فعلام يحيلون؟!!!

[12] في ثلاث نسخ خطية من الأربع التي اعتمد عليها محقق نسخة باريس: ((بالدخان)).

[13] كذا في النسخة الباريسية، وفي "ش" وما إليها: ((ومن كذب بالدجال فقد كفر)).





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • الفكر الاقتصادي عند ابن خلدون
  • من قضاة الإسلام: ابن خلدون
  • سل الهندي على تعسف من ضعف أحاديث المهدي
  • ابن خلدون ورسالته للقضاة (مزيل الملام عن حكام الأنام) (WORD)
  • تحقيق فصل "المهدي المنتظر" من "مقدمة ابن خلدون"(2)
  • تحقيق فصل "المهدي المنتظر" من "مقدمة ابن خلدون"(3)
  • تحقيق فصل "المهدي المنتظر" من "مقدمة ابن خلدون" (4)
  • توطئة للتأصيل الإسلامي لنظريات ابن خلدون
  • طرائق البحث التاريخي قبل ابن خلدون
  • ما جاء في المهدي
  • عقيدة اليهود في المسيح " المنتظر "
  • الجانب الاقتصادي في مقدمة ابن خلدون
  • خطبة مختصرة عن المهدي

مختارات من الشبكة

  • التحليل الرقمي للروض المربع من: فصل فيما يحلق من النسب، إلى نهاية: فصل تقتل الجماعة بالواحد(كتاب - موقع مواقع المشايخ والعلماء)
  • ألمانيا: رفض فكرة فصل الجنسين أثناء فصول التربية الرياضية(مقالة - المسلمون في العالم)
  • تحقيق تخريج مسألة (قم فصل ركعتين)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • العباب الزاخر واللباب الفاخر تأليف: الحسن بن محمد الصغاني (ت: 650 هـ) باب الصاد: من بداية فصل الغين إلى نهاية فصل الياء من باب الضاد دراسة وتحقيقا (PDF)(رسالة علمية - مكتبة الألوكة)
  • مذكرات رحالة عن المصريين وعاداتهم وتقاليدهم في الربع الأخير من القرن 18 (2)(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • الغيث سبيل السلامة وليس موضع الملامة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • دخول فصل الصيف (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • فصل: في معنى الشهادتين وشروطهما وأركانهما ومقتضاهما(مقالة - آفاق الشريعة)
  • خطبة عن فصل الشتاء: دروس وعبر واغتنام للطاعات(مقالة - آفاق الشريعة)
  • فصل: في قول الله تعالى: {هو الأول والآخر والظاهر والباطن}(مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 9/11/1446هـ - الساعة: 17:29
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب